هي أنظمة تسمح بإنشاء قناة اتصال مباشرة بين الدماغ البشري وأجهزة خارجية مثل الحواسيب أو الأطراف الاصطناعية.
تعتمد على تحليل الإشارات العصبية (مثل تلك الصادرة عن التفكير أو الحركة) وترجمتها إلى أوامر رقمية، والعكس صحيح. بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه العملية أكثر دقة وسرعة.
Neuralink: طليعة الثورة
تهدف الشركة إلى تطوير رقاقات إلكترونية دقيقة تُزرع في الدماغ لتمكين تفاعل ثنائي الاتجاه بين الإنسان والآلة، قد تشمل تطبيقاتها:
1. استعادة الحركة للمُشلولين:
– عبر تحويل الإشارات العصبية المرتبطة بالرغبة في الحركة إلى أوامر تتحكم في أطراف صناعية أو كراسي متحركة ذكية.
– في ٢٠٢٣، نجحت تجارب أولية في جامعات مثل ستانفورد في تمكين مرضى الشلل الرباعي من الكتابة عبر التفكير.
2. تحسين التواصل مع الأجهزة الذكية:
– تخيل تشغيل إضاءة منزلك أو إرسال رسالة نصية بمجرد التفكير في الأمر!
– قد تُستخدم هذه التقنية أيضًا في الألعاب أو الواقع الافتراضي لخلق تجارب غامرة.
3. علاج اضطرابات الدماغ:
– مثل الصرع أو الاكتئاب عبر مراقبة النشاط العصبي وتعديله فورياً.
الذكاء الاصطناعي: العقل المدبِّر وراء BCI
بدون خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ستبقى الإشارات العصبية ضجيجاً غير مفهوم. هنا دور AI:
– فك شفرة الإشارات: تتعلم النماذج العصبية ربط أنماط كهربائية الدماغ بأفعال محددة (مثل تحريك يد).
– التكيف مع المستخدم: تتحسن الخوارزميات مع الوقت لفهم الفروق الفردية بين الأدمغة.
– التغذية الراجعة الحسية:
قد تسمح الأجهزة المستقبلية بإرسال إحساس اللمس من طرف صناعي إلى الدماغ!
التحديات والأسئلة الأخلاقية
رغم الإمكانات الهائلة، تواجه BCI عقبات:
1. المخاطر الصحية: مثل الالتهابات المحتملة من الزرعات الدماغية أو قراءة الإشارات بشكل خاطئ.
2. الخصوصية: من يضمن عدم اختراق البيانات العصبية التي تكشف عن أفكارنا العميقة؟
3. الفجوة الاجتماعية: هل ستكون هذه التقنيات متاحة للجميع أم حكراً على الأثرياء؟
4. الهوية الإنسانية: إلى أي حد نقبل اندماج الآلة بجسدنا وعقلنا؟
مستقبل BCI: ٢٠٢٥ وما بعده
إذا سارت الأمور كما هو متوقع، فقد نشهد في ٢٠٢٥:
– موافقات طبية عاجلة لزرعات Neuralink بعد إثبات سلامتها في التجارب السريرية.
– دمج BCI مع إنترنت الأشياء (IoT) للتحكم في المنازل الذكية دون حركة.
– تطبيقات عسكرية: مثل تحكم الجنود في أسراب من الطائرات المسيرة عبر الأفكار.
– تعزيز الإبداع: عبر تفاعل الفنانون مع برامج التصميم مباشرةً بأدمغتهم.
واجهات دماغ-الحاسوب ليست خيالاً علمياً بعد اليوم. مع تزايد الاستثمارات وتقارب الذكاء الاصطناعي مع العلوم العصبية، قد تصبح جزءاً من حياتنا اليومية. لكن النجاح الحقيقي سيعتمد على موازنة الابتكار مع حماية القيم الإنسانية. فكما قال ستيفن هوكينج:
“الذكاء الاصطناعي قد يكون أعظم اختراعاتنا، أو الأسوأ”، وهذا ينطبق على BCI أيضاً.